برافو بنده

المكان : مكة المكرمة

الزمان: شهر رمضان المبارك

جلستْ بجانبي احدى السيدات في بداية الستين من عمرها و كنا قد بدأنا نتجاذبُ اطراف الحديت , حقاً الجلوس بجانب تلك السيده ممتع للغاية فقد كانت متميزة على النساء الاخيرات من هم في سنها تعرف اسماء و شخصيات بارزة في المجتمع لم اعرفهم من قبل- و لم تمر عليّ اسمائمهم -و قد تعرفتْ هذه السيدة على صديقتي التي تجلس بجانبي و سألتها ما اذا كان هناك صلة قرابه بينها و بين الكاتب الفلاني الذي فعلا كان " ابوها"،

و انتهى بنا الحديث حيث سالتني تشتغلين

؟اجبت لا

" قالت: "لا اشوفتس تشتغلين في بنده

ُصُدمت و رُبط لساني لم اشأ ان ادخل في جدال ابداً ، فقد كانت ليلة وتر و قد اوشكت على الانتهاء، لكن لا اخفيكم ضلت وصية هذه السيده تدور في راسي لماذاترفض هذه السيده فكرة العمل في بنده ؟؟لا استطيع ان ارجع رفضها الى عمرها ابدًا فبدات امراة واعيه و ذكية و حفيدتها تدرس الطب "مجتمع مختلط" وتتعامل مع الالفيه بأريحيه تامة ضللتُ افكر حتى راودتني احتمالات

خشيتُ ان اكون فيها مُصيبة

ايعقل سبب رفضها انها من اسرة مترفه جدا ؟

او انها لا تعرف معنى الجوع ؟

او ربما لم يبكِ احد اطفالها الجوع ؟

وربما ايضا انها تستطيع دفع فاتورة الكهرباء و الهاتف , و لديها خدم و سائق و منزل كبير؟

اولم تعرف ان قيمة ساعة ابنتها يطعم اسره لعام كامل ناهيك عن الحقيبة التي تحمل ؟؟

او لم تسمع المراة التي تشتهي لحم حمار لتسد فيه اسرتها الجائعة ؟

الم تدرك ان الاكل من ما لذ و طاب الذي كان تاتي به الى المسجد و تطعم من لم تعرف و من لا تعرف هناك من يموت ليحصل على لقمة او ارائحته فقط ؟؟

فتلك الأنانية المطلقة